القائمة الرئيسية

الصفحات

الالتزام بالقيم الإسلامية السمحة ..

 


تمثل القيم الإسلامية مجموعة من المعايير والأحكام المستمدة من الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة والتي تدفع بصاحبها إلى اختيار أهدافه وتوجهاته لحياته وفقاً لها، مما يؤدي إلى صناعة شخصية إسلامية متكاملة وقادرة على التفاعل مع المجتمع، وتتمتع القيم بأهمية كبرى في حياة الشعوب والأمم، فعليها تترتب سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة وما يكون من تصرفات لأفراد المجتمع إنما هو نابع مما يكمن داخل الفرد من قيم.
ولا شك أن المعلم من أكبر عوامل تشييد البناء الاجتماعي فهو لا يقل قيمة عن المهندس والطبيب ورجل الاقتصاد، بل يتعدى ذلك كله أن المعلم هو من تتلمذ على يده كل أولئك في المدارس والمعاهد والجامعات فالتعليم أساس النهضة والمعلم هو العنصر الرئيس في نهضة الأمه فهو المسؤول عن تربية النشء وإعداده والارتقاء بهم روحياً وعقلياً ووجدانياً على ضوء أهداف المجتمع وآماله وتطلعاته، أي أن المعلم مسؤول عن التعامل مع القوى البشرية التي هي أثمن ما في المجتمع والتي هي مستقبل الأمه.
فمهما تم من تطوير للمناهج وتحسين للبيئة المدرسية فإنها تضعف وتموت بين يدي معلم ضعيف في إعداده وتدريبه لعجزه عن توظيفها وحسن استثمارها، فالمعلم هو القدوة الصالحة والنموذج الذي يحتذي به الطلاب في حياتهم في مختلف جوانبها المتعددة، وللمعلم دور كبير في توجيه الطلاب التوجيه السليم وغرس القيم والاخلاق الحميدة في نفوس طلابه من خلال التزامه بها في التعامل معهم ومع من حوله، فهو يستطيع إكسابهم بسلوكه أخلاقاً لن يستطيع تعليمهم اياها في زمن طويل.
وحيث أننا نعيش في هذا العالم الذي يعاني من أزمات أخلاقية وتشويه للمفاهيم والمصطلحات ويعاني من سلوكيات مهزوزة ناتجه من خلال الغزو الثقافي المتسارع نظراً للتقارب الغير مسبوق بين شعوب الأرض حيث أصبح العالم كأنه يعيش في قرية صغيرة نتيجة للتطور الهائل في وسائل المواصلات والاتصالات وتقنية المعلومات وفي ضوء هذه الأزمة القيمية فإن الحاجة تبدو ملحه إلى معلم ملتزم بالقيم الإسلامية السمحة في مواقفه وأقواله وأفعاله ومعززاً للهوية الوطنية في نفوس طلابه محترماً للتنوع الثقافي للشعوب الأخرى.

بعض أساليب تنمية القيم لدى الطلاب:

القيم الإسلامية تنمو عن طريق احتكاك الفرد بمواقف متباينة تؤثر عليه بطريقة ما، بحيث ينتهي الأمر إلى تكوين بعض المعايير الخاصة التي تجتمع فتصبح قيماً وفيما يلي أهم أساليب تنمية القيم الإسلامية:

١) القدوة الحسنة:
يكتسب الطالب العديد من السلوكيات من خلال تقليده ومحاكاته للآخرين وعن طريق القدوة الحسنة يتشرب القيم الحسنة والسلوك السوي ولكي يكون المعلم قدوة مؤثرة وفاعلة في نفوس طلابه لابد من أن يلتزم بمجموعة من الأسس ومنها:
- أن يراعي الله في التعامل معهم ويكون موضع اعتزازاهم ومدعاة لفخرهم ومباهاتهم.
- أن يكون سلوك المعلم معززاً للقيم الإسلامية العليا التي تحرص عليها الأسرة.
- أن يوفر المعلم لطلابه مجموعة من المصادر المتنوعة للقدوة كالسيرة النبوية والقصص والشخصيات المعاصرة.

٢) أسلوب القصة:
تعد القصة من الطرق المحببة في تعليم الطلاب لما لها من آثار خلقية وسلوكية نبيلة، خاصة في القصص ذي المغزى الديني والتعليمي والخلقي والسلوكي، ويجب على المعلم أن يوظف القصة المناسبة في الموقف التعليمي المناسب حتى تؤدي دورها بنجاح وتكسب الطلاب القيم التي من أجلها تم سردها، وهي مناسبة لجميع المستويات العمرية مع الأخذ بالاعتبار أن لكل فئة عمرية طريقة خاصة لتوصيل القصة.

٣) أسلوب الوعظ والإرشاد:
وهو أسلوب نصح وتذكير بالخير والحق والقيم العليا والأخلاق السامية التي توصل الإنسان إلى المراتب الرفيعة والدرجات العليا وقد أستخدم القرآن الكريم أسلوب الوعظ والإرشاد في كثير من المواقف قال تعالى:
﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (البقرة: 231).
وكذلك السنة النبوية المطهرة تزخر بكثير من المواعظ التي كان لها أبلغ الأثر في نفوس أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهذا الأسلوب ضرورة من ضروريات عمل المعلمين حيث يقضي الطالب بالمدرسة وقت كافي ليتعلم من معلميه الكثير من القيم والمعايير التي تنظم علاقة الطالب بنفسه وبالآخرين.

٤) أسلوب ضرب الأمثال:
ضرب الأمثال أسلوب من أساليب الإيضاح والبيان، إن لم يكن أقواها في إبراز الحقائق المعقولة، في صورة الأمر المحسوس. حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعين على توضيح مواعظه بضرب المثل مما يشهده الناس بأم أعينهم، ويقع تحت حواسهم، وفي متناول أيديهم، ليكون وقع الموعظة في النفس أشد، وفي الذهن أرسخ. وقد استخدم القرآن الكريم هذا الأسلوب التربوي قال تعالى:

﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ (العنكبوت:41).

٥) أسلوب تمثيل الأدوار:
تعرف هذه الطريقة على أنها " أسلوب واسع الاستخدام في التعليم لاكتساب المهارات المعرفية وتنبع أهمية تمثيل الأدوار في تعلم القيم وتعليمها في:

1ـ تزيد من اهتمام الطلاب بموضوع الدرس المطروح.
2ـ إثراء خبرات الطلاب الوجدانية والشعورية من خلال عرض القيمة في صورة تمثيلية مشاهدة، حيث يشارك الطلاب جميعاً في أداء أدوار محددة فيها.
3ـ توفير مواقف تجريبية ومشكلات الحياة المختلفة وكيفية التعامل معها الأمر الذي يرسخ عند الطلاب التعامل مع الأحداث والظروف.
4ـ تهيئ للطلاب الفرص المناسبة لكي يجربوا ويتدربوا على ممارسة السلوك.

٦) أسلوب الحوار والمناقشة:
أسلوب الحـوار من أكثــر طرق التدريس ملائمــة لتعليـــم القيــم وبيانــــها وتعزيـــــــــزها ، فالحـــــوار يفتح الفرصة أمام الطالب للتعبير عن أفكاره وتصوراته المختلفة حول القضايا القيمية المعروضة للنقاش ، وهو بذلك يكتشف صحتها وخطأها ، ويعمل على نقدها وتقويمها بمنهج صحيح ويطلع على آراء وتوجهات وأفكار أخرى نحوها ويكشف المدفون من مشاعرهم وقيمهم ومخاوفهم وآمالهم ، ويجعل المعلم معهم أكثر قرباً منهم ، وشعوراً بهم وتفهماً لأفكارهم وسلوكياتهم ، ومن ثم يكون أكثر تحديداً لمنهج التخاطب معهم واختيار أساليب التعليم والتوجيــــه المتبادل بينهــم وبينه ، فيشعرون بالقـرب منه والمــودة له ، فتنشأ الثقــة التي هي أساس التوجيـــه القيمي .
والقرآن الكريم مليء بالآيات التي قامت على المحاورة والمناقشة كقوله تعالى:

﴿أَلَيْسَ ذَٰلِكَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ﴾ (القيامة: 40). ولقد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم أسلوب الحوار في كثير من تعليماته لإثارة انتباه المتعلمين، وتشويقهم إلى معرفة الجواب، وحضهم على إعمال الفكر لمعرفة الجواب، وكان في حواره يدعم رأيه بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعة على صدق كلامه.

٧) أسلوب حل المشكلات:

ويتضمن أسلوب حل المشكلات مجموعة من الخطوات المتداخلة والمتسلسلة تبدأ بالشعور بالمشكلة وتحديدها انتهاء إلى تقويم حلها. هذا وتكمن أهمية أسلوب حل المشكلات في تدريس القيم فيما يلي:
1ـ تتميز بعنايتها بتنمية مهارات التفكير عند الطلاب وبخاصة حل المشكلات واتخاذ القرار والتفكير الناقد وهي مهارات أساسية في تعليم القيم.
2ـ يسهم أسلوب حل المشكلات في توضيح المعاني القيم المتعلمة فترسخ مفاهيمها الصحيحة وتعدل مفاهيمها الخاطئة.
3ـ تجعل طريقة حل المشكلات القضايا القيمية جزءً من حياة الطلاب، وواقعهم المعاش.
دور المعلم في تعليم القيم للطلاب:

تتعدد أدوار المعلم وتقع على عاتقه أعباء كثيرة وعلى مستويات متعددة منها تزويد الطلبة بالمعارف والعلوم، والتعامل مع الإدارة المدرسية، والتعامل مع لجان الإشراف داخل المدرسة وأولياء الأمور، وحل مشكلات الطلاب، والمشاركة في الأنشطة غير الصفية ومن الأدوار تعليم القيم وتعزيزها لدى المتعلم ويمكن أن تصنف كالآتي:







الأدوار النظرية

- تتضمن شعور المعلم بأهمية دوره في تعليم القيم وأنها جزء من عمله التربوي.

- الاهتمام بالموضوعات القيمية وإبرازها من خلال المضمون التعليمي.

- تعريف الطلبة بأهمية القيم وكونها معيار تفضيل الإنسان على غيره من المخلوقات.

- رصد منظومة القيم السائدة بين الطلبة، وتصنيفها إلى قيم إيجابية يجب تعزيزها، وأخرى سلبية ينبغي محاربتها، والكشف عن أضرارها.

- ربط القيم بالعقيدة الإسلامية السمحة والتي تحفظ للمجتمع قوته واستمراره.

- الكشف عن مظاهر الصراع القيمي وأسبابه وخطورة القيم السلبية الوافدة على الناشئة والمتعلمين.






الأدوار التطبيقية

- بوصف المعلم أسوة وقدوة حسنة لطلابه يجب أن يكون سلوك المعلم الشخصي متوافقاً مع ذلك.
- أن يسمح المعلم للطلاب بالتعبير عن آرائهم وأفكارهم بحرية.

- أن يقدم المعلم نماذج وأمثله حياتية توضح نتائج الالتزام بالقيم المثلى.

- توظيف الطرائق والاستراتيجيات المناسبة لتعليم القيم المختلفة.

- أن يضمن المعلم أساليب التقويم والاختبارات مواقف تتعلق بالسلوك القيمي للطلبة.

- أن يتعاون المعلم مع الأسرة وأولياء الأمور والزملاء على تعزيز القيم الإيجابية وتغيير القيم السلبية.

المرجع:
 الشهري، فيصل.المساعد في اختبار الرخصة المهنية للمعلمين والمعلماتالدمام ، ١٤٤١هـ
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع