القائمة الرئيسية

الصفحات

أوعية مجتمعات التعلم المهنية وتحدياتها...

 


تأخذ مجتمعات التعلم أوعية مختلفة في تشكيلها، فيمكن أن تكون فريقا لتقديم الدعم للطلاب الذين يواجهون تحديا في التعلم والتحصيل، ويمكن أن تكون شبكة من المعلمين المتميزين في مهارة محددة ينسق المشرف التربوي عملهم لتقديم الدعم لأقرانهم فيما يخص تلك المهارة، ويمكن أن تكون من أعضاء مجلس الشراكة المجتمعية لتطوير المدرسة، ويمكن أن تكون شبكة من المشرفين التربويين والمعلمين المشرفين لتوفير الدعم الفني للمعلمين الجدد. تمارس مجتمعات التعلم عملها من خلال عدة أوعية منها: -

التدريب المباشر:
يقدم هذا الوعاء برامج مصممة على أسس ومعايير مهنية، ووفق احتياجات تدريبية فعلية للمعلمين والقيادات المدرسية، ومبنية بشكل علمي محكم يحقق رؤية التطوير في المدرسة، ويتواكب مع المستجدات التربوية، ويتطلب تنفيذ التدريب حضور المستهدفين إلى مقرات التدريب، ووفق مفهوم المجتمعات المتعلمة يمكن أن يتم التدريب من عضو في المدرسة كمدير المدرسة أو المعلم المشرف. وأيا كان هذا العضو فينبغي أن يمتلك المهارات والمعارف اللازمة، وأن يعد لهذه الجلسات التدريبية بصورة مناسبة.

ورش العمل وحلقات النقاش:
يقوم هذا الوعاء على دعوة مجموعة من المعلمين أو المشرفين التربويين أو مجموعة من المختصين يكون القاسم المشترك بينهم مهام ومسؤوليات أو اهتمامات أو تخصصات مشتركة، والغرض من ورش العمل في الدرجة الأولى إكساب المشاركين مهارات معينة، أما حلقات النقاش فتتناول مناقشة مجموعة من الاختصاصيين مثل فريق من المعلمين أو المشرفين مفهومة تربوية حديثة أو قضية تربوية أو موضوعا محددا للوصول إلى رأي أو حلول أو قرارات مشتركة يقرها ويتبناها الجميع.

المؤتمرات والندوات المتخصصة:
يتحقق تنفيذ هذا الوعاء بإقامة مؤتمر أو ندوة لمجموعة من الاختصاصيين في مجال معين، ويمكن أن يقام المؤتمر على مستوى إدارة التربية والتعليم، فعلى سبيل المثال من الممكن أن يدعى المهتمون في تدريس اللغة الإنجليزية، أو مديرو المدارس الثانوية للبحث في مجالات محددة في العمل المدرسي، ويتم في هذه المؤتمرات والندوات التعرف على أحدث الدراسات العلمية والأبحاث التطبيقية وإثراء خبرات المشاركين وتنمية اتجاهاتهم العملية والبحثية.

البرامج الأكاديمية:

يقدم هذا الوعاء برامج أكاديمية تصمم من جهات متخصصة كالجامعات والمعاهد وغيرها من المؤسسات العلمية، ويمكن أن يتم – أيضا – على مستوى إدارة التربية والتعليم أو المدرسة من خلال قيام مجموعة من المعلمين المتخصصين في مجال معين بتأهيل مجموعات أخرى من المعلمين أكاديمية، فعلى سبيل المثال يمكن أن يصمم مجموعة من معلمي الفيزياء بالتعاون مع المشرف التربوي المختص برنامجا أكاديمية لتأهيل معلمي العلوم في المرحلة المتوسطة أو تدريب معلمي المرحلة الابتدائية غير المتخصصين.


البحوث الإجرائية:
الغاية من هذا الوعاء هو اكتساب المعلمين والقيادات المدرسية خبرات عملية ومعرفية تحسن أداءهم، وذلك عبر طرح أسئلة عن الوضع الراهن، والبحث عن أساليب جديدة، واختبار تلك الأساليب، ثم التأمل في النتائج. وينبغي ملاحظة أن عملية البحث هي بحد ذاتها هدف مهم؛ لأن ما يتعلمه الباحثون خلال البحث عن الحل يمثل رصيدا كبيرا من الخبرة بأساليب وطرق البحث، فضلا عن معرفتهم بأسرع الطرق التي يمكن أن توصلهم إلى النتائج وطبيعة المشكلات التي تواجههم وأبعادها وتأثيرها وعلاقتها مع غيرها، إضافة إلى أن هذا التعلم العميق ينتج عنه خبرات جديدة ووعي جديد

الشبكات المهنية:
عبارة عن شبكة مهنية تربط بين مجموعة من الاختصاصيين أو المعلمين أو المشرفين التربويين أو مديري المدارس من خلال قنوات إلكترونية ووسائل الاتصال الأخرى، لتوفر لهم فرصة تبادل الخبرات والتجارب ودعم بعضهم بعضا وترسيخ مفهوم مجتمع المعرفة.

مجموعات التخصص:

تتشكل مجموعات التخصص بناء على اهتمامات محددة سواء أكانت اهتمامات علمية أم كانت اهتمامات تربوية، فقد تتكون مجموعة التخصص اعتمادا على اهتمامات أعضائها بمشكلة تربوية محددة، أو تطوير طريقة معينة، وتمثل مجموعة التخصص فرصة لتبادل الخبرات والتعاون في سبيل تحقيق أهداف مشتركة تثري خبرات المجموعة وتحسن من أدائها، فيمكن أن تتشكل هذه المجموعات على مستوى المدرسة ممن لديها اهتمام في قضية سلوكية معينة، أو لديها اهتمام في مجال معين كطريقة تدريس محددة.

تحديات مجتمعات التعلم المهني:


1) تعد ثقافة العزلة المهنية السائدة في المدارس من أبرز التحديات التي تعوق إنشاء مجتمعات التعلم المهنية. وتبدأ أسوار العزلة من الفصل الدراسي الذي يعتبره المعلم مملكته الخاصة التي لا يرغب بتدخل الآخرين فيه، ويبدو ذلك جليا في شعوره بالتوتر عندما يزوره أحد المعنيين كمدير المدرسة أو المشرف التربوي، ثم العزلة بين معلمي التخصص، والعزلة بين معلمي مستوى ومستوى آخر، والعزلة بين مركز وظيفي وآخر، والعزلة بين المدرسة والمدارس الأخرى، والعزلة بين المدرسة والمجتمع المحلي.

2) ضعف أو غياب الحوار المستند إلى البيانات والشواهد، وعدم احترام الرأي الآخر واحتكار الحقيقة، والتعصب في الرأي.

3) الخوف من المبادرات والابتعاد عن التحسين والتطوير، وعدم المخاطرة، وضعف التنمية المهنية، وعدم توفر الوقت الكافي للاجتماعات أثناء العمل.

4) الخبرات التي تؤثر على مواقف التربويين وممارساتهم، ومن أبرزها (توقعاتنا عن الطلاب – محور التعلم – التدريس - التقويم – التنمية المهنية – العلاقات بين الأفراد – الاتجاهات).

المرجع:
 الشهري، فيصل.المساعد في اختبار الرخصة المهنية للمعلمين والمعلماتالدمام ، ١٤٤١هـ

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع