الانفصال الأخلاقي Moral Disengagement
يشير الانفصال الأخلاقي إلي إقناع الذات بأن القواعد الأخلاقية تنطبق على الذات في سياق معين. يتم ذلك من خلال فصل ردود الأفعال الأخلاقية عن السلوك اللاإنساني وتعطيل آلية إدانة الذات، ومحاولة إيجاد تفسير معرفي أو أخلاقي للتخلص من الردع الأخلاقي للذات (2004 ,Fisks). ويقاس بالدرجة التي يحصل عليها المفحوص على المقياس الانفصال الأخلاقي.
آليات الانفصال الأخلاقي:
1- التبرير الأخلاقي: ويعني أن يصبح العمل غير الأخلاقي جديراً بالثناء في نظر مرتكب الجريمة حيث يتم الانفصال الأخلاقي في هذه الحالة عن طريق التبرير الأخلاقي) فعندما يتعارض العمل غير الاخلاقي مع قيم ومعتقدات الفرد تستخدم هذه الآلية كوسيلة لتبرير الأفعال الاجرامية أو غير السوية المرتكبة، وفي تعاملات الحياة اليومية يبرر السلوك العدواني باسم حماية الشرف والسمعة, والسلوك التدميري لبعض الأشخاص يبرر على أنه واجب قومي أو ديني, أو شهامة وشجاعة .... الخ.
2- التهذيب اللفظي: وتعني استخدام مفردات ومصطلحات مقبولة ومنطقية، واستبدال الكلمات او المفردات غير الأخلاقية بكلمات تقلل من فداحة السلوك غير الأخلاقي بتهذيبه وتجميلـه مـن خلال استخدام مفردات لغوية تلغي المعنى الاجرامي والضار في العمل غير الأخلاقي فالمزحة رداء مقبول إجتماعيا، يغطي قبح الإساءة.
3- إزاحة المسؤولية: وتعني ان يسند كل أو جزء كبير من مسؤولية السلوكيات المسيئة إلى أشخاص آخرين أو مواقف أخرى، ويستند إلى إلقاء اللوم على الآخرين، أو الموضوعات؛ فيمكن أن يكون شخص آخر او الصدفة او المكان أو أي موضوع آخر سببا لحدوث الفعل بعيدا عن مسؤولية المسئ ذاته، مثل تبرير الشخص لسلوكياته بأنها مجرد تنفيذ لتعليمات أفراد آخرين.
4- تعميم المسؤولية: وتعني تخفيف المسؤولية الشخصية عن سلوك معين من خلال تقاسم الشعور بالذنب بين جميع افراد المجموعة مثل الآلية السابقة، وفي هذه الحالة يميل الفرد بدلاً من أن ينسب السلوك المشين إلى شخص واحد، لا يتحمل في الواقع الا جزءاً بسيطا من الذنب، أعضاء المجموعة الذنب وفقا للأدوار المناطة، وبهذه الطريقة يختفي او يقل اللوم يحمل جميع المباشر للمسئ ذاته وتقييم الضرر بشكل جماعي.
5- تشويه العواقب: وتعني إظهار نتائج الأعمال غير الأخلاقية أقل خطورة مما هي عليه بالفعل، وفها يتم تزييف، وقلب وتخفيف النتائج بغرض تهوين الاثار المترتبة على فداحة الفعل غير الأخلاقي.
6- المقارنة الطارئة: وتعني عقد مقارنة بين السلوك اللأخلاقي الموجده للضحية، وسلوكيات يقوم بها أخرى ينظر إليها أنها أشد قسوة مقارنة بما يصدر من المسئ، وهكذا يتخذ من نتائج تلك المقارنة ذريعة من سلوكع اللأخلاقي.
7- التجريد من الإنسانية: وتعني نفي الجانب الإنساني عن الضحية والتقليل من أهمية دورها في الحياة، ومن ثم التنصل من مشاعر الذنب والتعاطف مع الآخر، وهذا بدوره يؤدي إلى الاستخفاف بالأضرار الناجمة. وعن طريق هذه الآلية يتم تبرير العديد من أعمال الحروب والجرائم اعتماداً علي تدني مكانة الضحية.
8- لوم الضحية: ويعني ارجاع اللوم إلى الضحية فهو المسؤول الأساسي عن ارتكاب الفعل غير الأخلاقي بحقه، فهو المستفز حيث ينظر إلى السلوك غير الاخلاقي على أنه رد فعل طبيعي، على اعتبار أن الضحية يستحق ما حدث له، ويلام الضحايا على جلب المعاناة لأنفسهم وهكذا تتم تبرئة الذات.
المرجع:
غانم، عبير غانم أحمد. (2022). الانفصال الأخلاقي كمنبئ للمشاعر الأخلاقية والتنمر لدى طلاب المرحلة الثانوية. مجلة التربية، ع196, ج5 ، 29 - 71. مسترجع من http://search.mandumah.com/Record/1388752
تعليقات
إرسال تعليق