استراتيجية الاستقصاء:
الاستقصاء عبارة عن عملية تتضمن إيجاد الإجابات المناسبة للأسئلة المطروحة؛ فيتعلم الفرد من خلال هذه الطريقة جوانب التعلم المختلفة كالمعلومات والمعارف والمهارات العلمية. ويستخدم الاستقصاء عندما يهدف المعلم إلى تنمية مهارات البحث العلمي لدى متعلميه، ويعمل على مساعدة المتعلم في استخلاص العلاقات بين المفاهيم في فروض تسمى التعميمات. وفي الاستقصاء يكون المتعلم هو محور العملية التعليمية ويحفزه المعلم على البحث والتحقق والاستقصاء عن طريق الأسئلة المحفزة والمفتوحة.
يخفق بعض المعلمين في التمييز بين الاكتشاف والاستقصاء، ويستخدم المعلمون أحيانا مفهوم الاكتشاف كمرادف أو مساو لمفهوم الاستقصاء، ويعتقد بعضهم أن الاكتشاف هو نفسه الاستقصاء. إن الإخفاق في التمييز الدقيق بين مفهومي الاكتشاف والاستقصاء قد يجعل المعلمين يركزون على عمليات الاكتشاف فقط وإهمال عمليات الاستقصاء الأخرى.
مبادئ الاستقصاء:
تتمثل المبادئ التي يعتمد عليها الاستقصاء فيما يلي:
1. مبدأ الشك:
يعكس الشك بصفة عامة معارضة قبول التفسيرات التقليدية، ويمثل رغبة في وصول الفرد بنفسه إلى الحقيقة. فالشك هو ذلك الشعور الذي يحرر الفرد من القبول بالأشياء كما هي مقررة من الغير، ويرغبه في تأجيل الحكم حتى ينتهي البحث. والشك لا يساعد فقط في توليد الاستقصاء، ولكنه يحفزه ويوجهه.
2. حب الاستطلاع:
يمثل اتجاه حب الاستطلاع الرغبة في المعرفة ويتصل اتصالا وثيقا بالتخيل ويشتق منه؛ ذلك أن عالم التفكير الخيالي يمكن الفرد من أن يذهب بعيدا عن الصورة التي تظهر بها الأشياء ليفترض الحلول الممكنة للمشكلات؛ أي أن حب الاستطلاع والخيال والشك تولد الاستقصاء وتؤازره.
3. احترام استخدام المنطق:
من المحتمل ألا يستقصي الفرد ما لم يعتقد أن استخدام البحث العقلاني هو أفضل طريقة للتعلم. وإذا ما أعطي هذا الفرد
حرية الاختيار بين الاعتماد على إجابة السلطة عن سؤال جوهري أو مشكلة حيوية والاعتماد على نفسه في الحصول على إجابة من خلال الاستقصاء فإنه سيختار الخيار الأخير (الاستقصاء). وبالطبع سيكون على استعداد لاستشارة مصادر المعلومات الموثوق بها ، وفي المشكلات الجوهرية سوف يستخدم هذه المصادر ليجد بنفسه الحلول بدلاً من حفظها بدون تفكير.
4. احترام الأدلة كاختبار للدقة:
هناك اختبارات كثيرة للحقيقة، أحدها -ويعد ضروريا للاستقصاء- هو نوع وكم الأدلة المتصلة بالتساؤل أو المشكلة أو المهمة التي في متناول أيدينا. والمستقصي الناجح هو الذي يعتبر الأدلة والشواهد المحدد النهائي لدقة الآراء أو الافتراضات، وليس تأكيدات مقولات الكتب المدرسية أو متحدثي التلفزيون أو مقولات المدرسين أو الجيران.
5. الموضوعية:
ينبغي على المستقصي أن يتعمد البحث عن الأدلة والشواهد المتناقضة مع توقعاته أو مع ما يرغب في الحصول عليه، وعليه أن يقومها بعدالة ووضوح دون عجلة تفقدها أهميتها، وعليه أن يكون واعيا بتحيزه الشخصي ومحاباته، وأن يجاهد لتجنب تأثيراتها لتشويه الحقائق التي يتعامل معها أو الطرق التي يتعامل بها معها؛ فعليه أن يكون موضوعيا في استقصائه كلما أمكن ذلك.
6. الرغبة في تأجيل الحكم:
تتضمن التأكيد على استغراق وقت أطول لجمع الشواهد والأدلة الكافية لبرهنة نقطة معينة بعيدة عن الشك العقلي. وعلى
الرغم من أن الفرد لا يمكنه أن ينتظر في اتخاذ قراره أو إصدار حكمه حتى تتراكم لديه الأدلة والشواهد بسبب ندرة إمكانية ضمان جميع المعلومات ذات الصلة بنقطة الاستقصاء، إلا أنه ينبغي على الفرد أن يكون مترددا في الوثب على النتائج قبل فحص معلومات كافية.
7. القدرة على تحمل الغموض:
الرغبة في التأكد خاصية إنسانية، والنـاس لديهم درجات مختلفة من قدراتهم على تحمل الغموض والمواقف ذات النهايات المفتوحة. وبعض الأفراد يستطيعون أن يقفوا أمام الغموض دون رد فعل مضاد، بينما لا يستطيع بعضهم الآخرالقيام بذلك. وهذه القدرة – أو عدم القدرة - على تحمل الغموض تلعب دورا حيويا وأساسيا في الاستقصاء أو عدمه.
أنواع الاستقصاء:
في هذا الاستقصاء يكون المتعلم حرا في اختيار طريقة الاستقصاء وأسئلته وأدواته ومواده التي توصله إلى حل للمشكلة التي هو بصددها، أو إثبات أو نفي للفرضية التي وضعها، أو فهم ما يحدث حوله من ظواهر وأحداث، وفيه يكون المتعلم قادرا على استخدام عمليات عقلية عليا تمكنه من وضع الاستراتيجية المناسبة للوصول إلى المعرفة؛ حيث يكون قادرا على تنظيم المعلومات وتصنيفها، وملاحظة العلاقات المتشابكة بينها، واختيار ما يناسبه منها وتقويمها.
٢) الاستقصاء الموجه :
فـي هـذا الاستقصاء يـقـوم الـمـتـعـلـم تحت إشراف المعلم وتوجيهه، أو ضمن خطة بحثية أعدت مقدما، بالاستقصاء للوصــول إلـى إجـابـة عن تساؤل معين أو اختبار فرضية ما أو حل لمشكلة أو ظاهرة أو لغز غامضا؛ حيث يعمل المتعلم هنا ضمن خطة معدة سلفا تتحدد فيها الأهداف والأدوات والأدوار.
٣) الاستقصاء العادل ( المحكم) :
يتم التدريس باستخدام نموذج الاستقصاء العادل في مراحل تبدأ بتقسيم المتعلمين إلى مجموعتين: تتبنى كل مجموعة وجهة نظر مختلفة تجاه الموضوع أو القضية المطروحة في محتوى الدرس، بالإضافة إلى مجموعة ثالثـة تـقـوم مـقـام هيئة المحكمين؛ إذ إن عليها الاستماع إلى مناقشات متعلمي المجموعتين المتعارضتين، كما أن عليها اتخاذ قرار بشأن الحل النهائي مع المعلم.
تعليقات
إرسال تعليق