الإدارة الصفية...

 

مفهوم التشكيل:

يعرف ( الخطيب ,۲۰۰۱, ص: 165) التشكيل : على "أنه الإجراء الذي يشمل على التعزيز الإيجابي المنظم للاستجابات التي تقترب تدريجيا من السلوك النهائي بهدف إحداث سلوك لا يوجد حالياً. فتعزيز الشخص عند تأدية سلوكاً معيناً لا يعمل على زيادة احتمالية حدوث ذلك السلوك فقط ولكنه يقوي السلوكيات المماثلة له أيضاً"
ويعرف (الروسان, ۲۰۱۲, ص: ١٢٦) التشكيل : "بأنه ذلك الإجراء الذي يعمـل علـى تحليل السلوك إلى عدد من المهمات الفرعية وتعزيزها حتى يتحقق السلوك النهائي. ويتضمن هذا الأسلوب تعزيز الخطوات الفرعية والتي تقترب تدريجيا من السلوك النهائي، إذ يعمل تعزيز الخطوات الفرعية على زيادة تكرارها حتى يتحقق السلوك النهائي".
وللبدء في التشكيل يجب التعرف على السلوك القائم الحالي والذي هو قريب من السلوك المستهدف ويسمى هذا(التقريب الأولي)، ثم نقوم بتعزيز هذا السلوك، ونتيجة لذلك، يبدأ الشخص بممارسة هذا السلوك بشكل مستمر, ثم نقوم بإيقاف السلوك وتعزيز سلوك آخر أقرب للسلوك المستهدف، ثم تبدأ السلوكيات الجديدة بالظهور بشكل تلقائي، ثم نبدأ نعزز السلوك الجديد الذي هو أقرب إلى السلوك المستهدف, ونقوم بالتعزيز التفاضلي, وباستمرار العمل على هذا النهج نصل في النهاية إلى السلوك المستهدف.

الوصف العيادي أو الإكلينيكي للتشكيل:

عندما تستخدم التشكيل في الأوضاع العيادية, فإنه يجب تحديد خمس خطوات هي:
الخطوة الأولى: تقييم الخط القاعدي:

القيام بتقييم الخط القاعدي لتحديد ارتباط المشكلة بالعيب في محتوى السـلوك أو مشكلته, ومدته ومقدار شدته وكمون بعض مظاهر مخزون الطفل السلوكي. وهـذا مـا نعنيـه بتحديـد المشكلة. ولذلك يجب تعريف السلوك المنشود بوضوح لكـي يـتم تجنـب الإجـراءات غيـر الضرورية.

الخطوة الثانية: تحديد المعززات: 

وتشمل الخطوة الثانية على تحديد المعززات التي يجب أن تستعمل في تشكيل الاستجابة, و يمكن أن نحدد المعزز المناسب من خلال استخدم تقيماً رسميا لتفضيل المعززات, وبسؤال الطفل للاختيار من بين معزين أو أكثر.

الخطوة الثالثة: تحديد مستوى الاستجابة النهائية:

التحديد والدقة في تعريف الاستجابات التي تؤدي إلى السلوك النهائي أمر في غاية الاهمية, ويلعب دوراً كبيراً في فاعلية استخدام التشكيل كأجراء لاكتساب سلوكيات جديدة. وبالإضافة إلى ذلك فإنه من المهم جدا تحديد المعيار الذي يحدد أن السلوك أو الاستجابة قد اكتسبت.

الخطوة الرابعة: تحديد التعزيز التفاضلي للإستجاية الرئيسية ثم استخدامه:

وتشتمل هذه الخطوة على تحديد السلوك الرئيس الذي يصدر عن الشـخص فـي الوقـت الحاضر وكم يتكرر, ويكون هذا السلوك له علاقة بالسلوك المستهدف.

الخطوة الخامسة: تحديد التعزيز التفاضلي وبشكل تدريجي مع الخطوات الوسيطة, ثم تطبيقه حتى يتم تحقيق السلوك النهائي:

بمعنى آخر تحديد السلوكيات التقريبية الو الاستجابة الحاضرة والأداء النهائي, أي بعبارة أخرى, ما هي السلوكيات التي سـوف تكتسـب لتحقيق الهدف النهائي أو السلوك النهائي, ويتم تعزيز السلوك المتقارب وتجاهل السلوك الغيـر متقارب.

مجالات توظيف أسلوب تشكيل السلوك:

يمكن توظيف أسلوب تشكيل السلوك في مجال الأسرة, والمدرسة, والعمل. إذ يمكن توظيف هذا الأسلوب في تعلم المهارات الآتية:

• مهارة الحياة اليومية: كمهارات تناول الطعام والشراب, والاستحمام, والنظافة الشخصية ... الخ.
• المهارات اللغوية: كمهارات اللغة الاستقبالية, واللغة التعبيرية.
• المهارات الأكاديمية: كمهارات القراءة والكتابة والحساب.
• المهارات الشرائية: كمهارات التسوق, والبيع والشراء.
• المهارات المهنية.
• مهارات السلامة.
• مهارات التعليم الفردي.
• المهارات الحركية العامة والدقيقة: والتي تشمل مهارات التحكم بحركة الرأس، والاستلقاء والحبو، والجلوس، والوقوف، والمشي، .......الخ.

التطبيقات التربوية الهامة للتشكيل:

١) "نظام التعليم المبرمج": الذي ينظم المحتوى ويقدم على شكل وحدات صغيرة متسلسلة منطقيا، وتصاغ الأهداف المرجوه من كل وحدة بدقة، ويستجيب المتعلم بشكل متكرر ويزود بتغذية راجعة فورية, ومن الخصائص الأساسية لهذا النظام ابتداء المعلم بالوحدة التي تناسب قدراته ثم الانتقال من وحدة إلـى أخـرى حسب قدراته, وتعزيز المتعلم حتى نصل إلى مهارات ومعارف معقدة.

٢) إعداد الخطط التربوية التعليمية في تعليم أطفال صعوبات التعلم, مهارات القراءة وفق أسلوب متعدد الحواس.

٣) تعليم سلوكيات مختلفة كتأدية المهارات الحياتية اليومية, والعناية بالذات, والمهارات الاجتماعية .

مقارنة التشكيل والإخفاء والتسلسل:

هناك تشابه كبير بين التسلسل والإخفاء والتشكيل فكلها أساليب تغيير تدريجية، ويوضح الجدول التالي المقارنة بين هذه الإجراءات الثلاثة.

المرجع:

السلاق، محمد صالح خليل، و الزريقات، إبراهيم عبدالله. (2012). فاعلية أسلوب التشكيل في اكتساب مهارة تناول الطعام للأطفال ذوي الإعاقة العقلية الشديدة (رسالة دكتوراه غير منشورة). الجامعة الاردنية، عمان