هرم بلوم:
تم تقسيم الأهداف في هرم بلوم إلى ثلاث تصنيفات أولها الإدراكي (Cognitive)، والثاني السلوكيات (Affective)، أما الثالث فهو الحركي النفسي (Psychomotor) وقد وضع ذلك التصنيف بالترتيب من أعلى إلى أسفل ليأخذ شكلاً هرمي أو هيكلي، وهو ما يعني أن اكتساب المهارة في مستوى أعلى يعتمد على اكتساب مهارة أو معرفة بما هو أدنى منها من مستويات.
تصنيف بلوم للهدف التعليمي وفق النطاق الإدراكي:
المعرفة (Knowledge):
هي المستوى الأول أو الأدنى من ذلك التصنيف وهو ما ينبغي أن يتم البدء به من قبل المعلم لكي يتمكن من تأمين الأنشطة المعرفية الإدراكية العليا وهو ما يمثل ثاني الخطوات المتمثلة في (الفهم)، إذ أنه من غير الممكن أن يصل المتدرب إلى مرحلة الفهم دون أن يستذكر الدروس والمعلومات، وما يمكن استخدامه من أفعال تتعلق بمجال المعرفة والمتمثلة في (المعرفة، السرد، التذكر، العد، التكرار، التسمية، وما إلى نحو ذلك).
الاستيعاب والفهم (Comprehension)يمثل الفهم المستوى الثاني للنطاق الإدراكي وبه يتم إدراك المعنى المقصود من الموضوع عن طريق تقديم المعلومات التي يمكن من خلالها إيضاح المفهوم، وهنا يكمن السر الذي تتضمنه تلك المعلومة ومدى ما يملكه الطالب من مقدرة على تذكرها حين الحاجة إليها وبالتالي يتمكن من فهمها والتعديل به لكي تصبح دراستها أسهل عليه.
- بالإضافة إلى استيعاب وفهم ما يمكن استخدامه من أفعال بمجال الفهم ومنها (الترجمة، التلخيص، التحويل، الإيضاح، الربط، المقارنة، التعليل، الشرح، المناقشة، التعبير، وغيرها).
- التطبيق عبارة عن استخدام المعلومات والمعرفة في بعض الحالات وحينها تصبح المعلومة وكأنها ملموسة عن طريق استخدامها بشكل شبه يومي في نطاق الحياة، وبه يقوم المعلم بتدريب المتعلمين على كيفية حل المشكلات العملية بواسطة تطبيقها على ما هو مفهوم بالنسبة لهم من معلومات وكذا الأفعال التي يمكن استخدامها بمجال التطبيق والتي من أمثلتها (الاستخراج، القياس، الرسم، التطبيق، الحل، العد، الاستخدام).
- يتم التحليل من خلال القيام بتجزئة المادة إلى أجزاء عدة إذ يقوم المعلم هنا بتقسيم المعلومات إلى أكثر من جزء سبق شرحه من قبل وتعلمه في وقت سابق بما يساعد على فهم المعلومات الجديدة بشكل أسرع وأسهل، ومن بين الأفعال التي يمكن استخدامها فيما يتعلق بالتحليل (التدقيق، الاكتشاف، البرهنة، التحليل، العزل، الاستقراء، الاختبار).
- التقييم أو إصدار الحكم هو أعلى المستويات من التصنيف والنهائي فيه، وبه يتحكم المعلم ويقيم السلوك عن طريق ما مهو موضوع ومعطى من معايير وأهداف محددة، وهو ما يعد مشتملاً لج-ميع ما سبق ذكره من مستويات، وفيما يتعلق بالأفعال التي يمكن القيام بها في ذلك المستوى (النقد، التبرير، بيان التناقض، المناقشة بالحجج، التقييم، اتخاذ القرار، إصدار الأحكام).
تتضمن مهارات نطاق السلوكيات الطريقة التي يمكن للأفراد التعامل بها من النواحي العاطفية ومدى امتلاكهم المقدرة على الشعور بالحزن أو السعادة لدى الغير، ولعل أبرز الأهداف التي تسعى الأهداف السلوكية التعليمية إلى تحقيقها هي إدراك وتنمية المهارات بمجال السلوك، الإحساس والعاطفة، ووفقاً لما وضعه بلوم يوجد خمس مستويات تراكمية مرتبة من الأدنى إلى الأعلى وهي:
- الاستقبال (Receiving):يعد الاستقبال هو أول مستويات النطاق السلوكي وهو الأدنى بالشكل الهرمي، حيث يتطلب من الطلاب الانتباه التام للمعلم دون أدنى قدر من المهارة، ويجدر الإشارة إلى أن مهارة الاستقبال غاية في الأهمية ولا بد على الطالب أن يكتسبها حيث لا يمكنه بدونها تحصيل المعرفة.
- التجاوب (Responding): هي المستوى الثاني والمرحلة التي تأتي بعد الاستقبال وبها يتعين على الطالب أن يقوم بالتفاعل مع المعلم ومشاركته عملية التعلم بما يعبر عن تجاوبه مع العملية التعليمية.
- التقييم (Valuing): وبها يبدأ الطالب في ربط المعلومات أو الظاهر التي قام المعلم بإيضاحها وشرحها بقيم ملموسة.
- تنظيم (Organizing): في ذلك المستوى يجد الطالب مجموعة من الأفكار والمفاهيم والمعلومات المختلفة أمامه والتي يمكنه أن يقوم بربطها مع بعضها البعض، بما يمكنه من تفسير ذلك الترابط بطريقة غاية في الإتقان.
- الشخصنة (Characterizing): تعد الشخصنة هي خامس مستويات النطاق السلوكي وبها يصبح الطالب يمتلك قناعته الشخصية حول قيم أو معتقدات محددة تكون ذات تأثير على سلوكياته، وبالنهاية تصبح تلك السلوكيات والمعتقدات بمثابة جزء من شخصيته لا تتجزأ عنها.
ومن الأمثلة الشبيهة بهرم بلوم الخاصة بمجال التعليم نذكر (تصنيف سولو) وهو عبارة عن تصنيف هيكل نتائج التعلم المرصودة (structure of observed learning outcomes (SOLO، وهو عبارة عن أسلوب منهجي يقوم على وصف كيفية تطوير أداء المتعلم من المستوى البسيط حتى المستوى المعقد، كما يعد واحد من نماذج التعلم التي تعمل على مساعدة كلاً من المعلم والطالب على فهم وتطوير العملية التعليمية وقد تم قام بتطوير ذلك التصنيف عام (1982م) كلاً من (John B. Biggs ،K. Collis).
تعليقات
إرسال تعليق